روائع مختارة | روضة الدعاة | استراحة الدعاة | فضل المدينة.. المنورة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > استراحة الدعاة > فضل المدينة.. المنورة


  فضل المدينة.. المنورة
     عدد مرات المشاهدة: 4492        عدد مرات الإرسال: 1

ورد في فضل المدينة المنورة أحاديث كثيرة جدًّا، منها: - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ[1] إلى المَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا"[2].
 
- عن أنسٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المَدِينَةُ حَرَمٌ مِنْ كَذَا إلى كَذَا؛ لاَ يُقْطَعُ شَجَرُهَا، وَلاَ يُحْدَثُ فِيهَا حَدَثٌ[3]؛ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"[4].
 
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان الناس إِذَا رَأَوْا أوَّل الثَّمر جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا، اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ لِلمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَمِثْلِهِ مَعَهُ". قال: ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ لَهُ فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الثَّمَرَ[5].
 
- عن سَعْدٍ رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لاَ يَكِيدُ أَهْلَ المَدِينَةِ أَحَدٌ إِلاَّ انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ المِلْحُ فِي المَاءِ[6]"[7]. وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَرَادَ أَهْلَهَا بِسُوءٍ-يُرِيدُ المَدِينَةَ- أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ فِي المَاءِ"[8].
 
- وحبَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في البقاء في المدينة؛ فعن قَطَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ الأَجْدَعِ، عَنْ يُحَنَّسَ مولى الزُّبير، أخبره أنَّه كان جالسًا عند عبد الله بن عمر في الفتنة، فأتته مولاةٌ له تُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فقالت: إنِّي أردتُ الخُرُوجَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ اشْتَدَّ عَلَيْنَا الزَّمَانُ. فقال لها عبد الله: اقْعُدِي لَكَاعِ[9]؛ فإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لاَ يَصْبِرُ عَلَى لأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلاَّ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ"[10].
 
- وعن سفيان بن أبي زُهير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُفْتَحُ الشَّامُ، فَيَخْرُجُ مِنَ المَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ[11]، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ تُفْتَحُ الْيَمَنُ فَيَخْرُجُ مِنَ المَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ تُفْتَحُ الْعِرَاقُ، فَيَخْرُجُ مِنَ المَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"[12].
 
- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا؛ فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا"[13].
 
- ومن أروع ما قاله صلى الله عليه وسلم في حقها ما رواه زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ-رضي الله عنه- من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّهَا طَيْبَةُ تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ"[14].
 
- كما أن المدينة تطرد الخبثاء والمنافقين؛ فقد رُوِيَ عن جابر بن عبد الله السَّلَمِيِّ أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلاَمِ، فَأَصَابَ الأَعْرَابِيَّ وَعْكٌ بِالمَدِينَةِ، فَجَاءَ الأَعْرَابِيُّ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَهُ، فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ، فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى، فَخَرَجَ الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا المَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَيَنْصَعُ طِيبُهَا"[15].
 
- ومن حبِّه لها صلى الله عليه وسلم أحب أهلها؛ فقد روى الْبَرَاءُ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار: "لا يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ؛ مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ"[16].
 
- والدجال لا يدخل المدينة المنورة، فكما روى أَبُو سَعِيدٍ-رضي الله عنه- قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا حَدِيثًا طَوِيلًا عَنِ الدَّجَّالِ، فَكَانَ فِيمَا يُحَدِّثُنَا بِهِ أَنَّهُ قَالَ: "يَأْتِي الدَّجَّالُ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ المَدِينَةِ، فَيَنْزِلُ بَعْضَ السِّبَاخِ الَّتِي تَلِي المَدِينَةَ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ؛ وَهُوَ خَيْرُ النَّاسِ أَوْ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَهُ.
 
فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ؟
 
فَيَقُولُونَ: لاَ.
 
فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ: وَاللهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ.
 
فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلاَ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ"[17].
 
- وروى أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلاَّ مَكَّةَ، وَالمَدِينَةَ، لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ، إِلاَّ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيُخْرِجُ اللهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ"[18].
 
[1] يأرز: ينضمُّ ويجتمع.
[2] البخاري (1777)، ومسلم (147).
[3] الحَدَث وَالمُحْدِث: الظُّلْم وَالظَّالِم.
[4] البخاري: (1768)، ومسلم (1366).
[5] مسلم (1373)، والترمذي (3454).
[6] انماع كما ينماع الملح في الماء؛ أي: سَأَلَ وَجرى.
[7] البخاري (1778).
[8] مسلم (1387).
[9] امْرَأَةٌ لَكَاعِ: يُطْلَقُ ذلك على اللئيم، وعلى العبد، وعلى الغبي الذي لا يهتدي لكلام غيره وعلى الصغير، وخاطبها ابن عمر بهذا إنكارًا عليها لا دلالة عليها؛ لكونها مِمَّنْ ينتمي إليه ويتعلَّق به، وَحَثَّهَا على سُكْنَى المدينة لما فيه من الفضل. النووي: المنهاج 9/151.
[10] مسلم (1377)، والترمذي (3918)، والنسائي (4281)، وأحمد (6174)، وابن حبان (3739).
[11] اختلفوا في معنى يبسون: فقيل: يَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يَدْعُونَ النَّاسَ إِلَى بِلاَدِ الخِصْب. وغير ذلك، والَّذِي عَلَيْهِ المُحَقِّقُونَ أَنَّ مَعْنَاهُ: الإِخْبَارَ عَمَّنْ خَرَجَ مِنَ المَدِينَةِ مُتَحَمِّلًا بِأَهْلِهِ بَاسًّا فِي سَيْرِهِ مُسْرِعًا إِلَى الرَّخَاءِ فِي الأَمْصَارِ الَّتِي أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِفَتْحِهَا. النووي: المنهاج 9/159.
[12] البخاري (1776)، ومسلم (1388).
[13] الترمذي (3917)، وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أيوب السختياني. والنسائي (4285)، وابن ماجه (3112)، وأحمد (5437)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط البخاري.
[14] البخاري (3824)، ومسلم (1384).
[15] البخاري (1784)، ومسلم (1383).
[16] البخاري (3572)، ومسلم (75).
[17] البخاري (6713)، ومسلم (2938).
[18] البخاري (1782)، ومسلم (2943).

الكاتب: د. راغب السرجاني

المصدر: كتاب (الحج والعمرة.. أحكام وخبرات) للدكتور راغب السرجاني